بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأما الباطل منها فما تقدمه حديث نفس وهمة وتمن ولا تفسير لها وكذلك الاحتلام الموجب للغسل جار مجراه في أنه ليس له تأويل وكذلك رؤيا التخويف والتحزين من الشيطان قال الله تعالى: {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله}. ثم إن من السنة خصالا يعملها الذي يرى في منامه ما يكره يتحول عن جنبه الذي نام عليه إلى الجنب الآخر و يتفل عن يساره ثلاثا ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويقوم فيصلي ولا يحدث أحدا برؤياه وقد روى أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنني أرى في المنام رؤيا تحزنني فقال عليه السلام وأنا أيضا أرى في المنام ما يحزنني فإذا رأيت ذلك فاتفل عن يسارك ثلاثا وقل اللهم إني أسألك خير هذه الرؤيا وأعوذ بك من شرها. ومن ذلك أضغاث أحلام وهي أن يرى الإنسان كأن السماء صارت سقفا ويخاف أن يقع عليه وأن الأرض رحى تدور أو نبت من السماء أشجار وطلع من الأرض نجوم أو تحول الشيطان ملكا والفيل نملة وما أشبه ذلك ولا تأويل لها ومن ذلك رؤيا يراها الإنسان عند تشويش طبائعه كالدموي يرى الحمرة والمرطوب يرى الرطوبة والصفراوي يرى الصفرة والسوداوي يرى الظلمات والسواد والمحرور يرى الشمس والنار والحمام والممتلئ يرى الأشياء الثقيلة على نفسه فهذا النوع من الرؤيا لا تأويل له أيضا ثم إن أصدق الرؤيا ما كانت في نوم النهار أو نوم آخر الليل فقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أصدق الرؤيا ما كان بالأسحار وروى أنه قال: أصدق الرؤيا رؤيا النهار لأن الله تعالى أوحى إلىّ نهارا