السلام عليكم
تختلف العلاقات الزوجية من بيت لآخر بعضها متخم بالمسايرة والمنافقة, وبعضها مغلف بالأسرار والغموض وفي أحيان كثيرة كل شريك يعيش بعيداً ومستقلاً عن الآخر, ومنهم من دفع ضريبة المصارحة, ومنهم من استقر وعاش بأمان نتيجة الشفافية والمصداقية.
إن العلاقة الزوجية بحاجة إلى تركيب عبارات جميلة ومنمقة تراعي النواحي النفسية للشريك, وحتى لا تكون الصراحة تجريحاً بالشريك فتصبح الصراحة في هذه الحال هدامة تقضي على كل شيء جميل في الحياة الأسرية..وفي السطور التالية نستطلع بعض آراء الأزواج والزوجات في الصراحة.
* غسان - صيدلي-
متزوج منذ أكثر من ثمانية أعوام قال مبتسماً: نعم للمصارحة المبنية على قواعد الأدب والاحترام, أنا اعتبر زوجتي نصفي الآخر ومتأثر جداً بالقول المأثور عن عمر بن الخطاب » أصابت امرأة واخطأ عمر« , وفي الحقيقة أنا واضح أمام زوجتي وضوح الشمس وهي تشعر باحترامي لها, لأن الاحترام والتفاهم يعطي جرعة كبيرة من الحب والحنان, والزوجة المثقفة الواعية هي الاستقرار والامان, وأنا اعيش هذه الحياة الجميلة.
* مروة جامعية -
قالت: المصارحة الزوجية والوضوح قاعدة بنيت عليها علاقتي الزوجية منذ اللحظة الأولى - مادياً ومعنوياً- وجعلت زوجي بيت أسراري ومدير قلبي فالحب والحنان يجمعنا , والصراحة والشفافية أساس علاقتنا الزوجية, لأن المرأة الذكية تستطيع أن تصل إلى قمة الصراحة باختيارها لمفردات مقبولة وناعمة وبأسلوب حضاري متطو ر بعيداً عن الفظاظة.
* ياسين
- مهندس - قال:الحياة الزوجية شراكة مبنية على أسس من المصداقية, وكل شريك موائم للآخر هدفاً وحباً وفكراً ومودة, والمودة لا تأتي إلا بالشفافية والثقة المتبادلة لإرساء معايير المصارحة الزوجية , وفي الحقيقة أنا صريح جداً مع زوجتي في كل ما تراه العين وتسمعه الأذن, إلا في المسائل المالية, فأنا ضبابي نوعاً ما معها وذلك لضمان العمل المستقبلي العائلي.
* روان
- مدرسة- قالت: إن المصارحة تحتاج إلى عقل علمي وفكر ثقافي, فالمصارحة تلزمها منظومة شعرية لفتح حوار سليم وجريء بعيداً عن كل تجريح, والبيت الذي لا حوار فيه ولا مصارحة تنعدم فيه الحياة, والمصارحة يلزمها نوع من التدريب السلوكي الجيد , وهذا ما حققته مع زوجي.
- أحمد
: عامل- متزوج منذ أكثر من عشر سنوات تحدث قائلاً: رغم أني لصيق بالرعيل الأول وبوالدي ووالدتي , ولكن لم اتبن نصائحهم بوجوب الحفاظ على السرية في الحياة الزوجية ,فقمت بعكس ما نصحوني به وكنت رجلاً شفافاً وصريحاً مع زوجتي, حتى أصبحت تعرف كل شيء عني مادياً ومعنوياً, وتريد أن تعرف حلي وترحالي وإلى أين سوف أذهب و.. و.. , ولأني أحب أسرتي أصبحت رهن القيود المفروضة علي من قبلها, والآن لن أستطيع ترتيب أوراق حياتي من جديد , وأنا غير مستقر ونادم على صراحتي.
* رأي مختص:
وحول هذا الموضوع
الدكتور كامل عمران -
- قسم علم الاجتماع بقول: في البداية لا بد لنا أن نشير إلى نقطة مهمة,. وهي الصراحة بين الإنسان ونفسه أولاً والآخرين ثانياً والتي هي أساس أي عمل يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية, فالصراحة بين الزوجين لها بعد أكثر عمقاً وشمولية, فهي علاقة بين طرفين ارتبطا بعلاقة حميمة كبيرة وقرابية شديدة وتكافلا معاً على التصدي لمشكلات الحياة بكل صغيرة وكبيرة, وأكثر من ذلك فالعلاقة بين الزوجين هي علاقة مقدسة وبقدر ما تكون قائمة على الصراحة بمقدار ما نعلم أطفالنا على هذا السلوك السليم مع أنفسهم ومع إخوتهم ومع الآخرين. وقبل كل شيء مع الوالدين ,لكن يجب ألا يفهم أن هذه الصراحة تعني أن نقول كل شيء لبعضنا البعض, فالصراحة هنا قد تؤدي إلى تسميم بعض جوانب العلاقة الزوجية وخاصة عندما لا يفهم أحد الطرفين انفعالات الطرف الآخر وقواه العقلية والتوقعات التي ينتظرها الطرف من الطرف الآخر.. إذاً أهم عوامل الصراحة هي الوعي والتوازن في الشخصية , والقدرة على تقبل الرأي الآخر بغض النظر عن هذا الرأي وغياب هذه العوامل سيؤدي إلى تحول الصراحة إلى أسلوب من أساليب تدمير العلاقة الزوجية على الرغم من أن العلاقة الزوجية بحد ذاتها ليست علاقة ممكنة إذا لم تسدها الصراحة.
الأربعاء يونيو 11, 2008 2:43 am
